المشاركات

عرض المشاركات من 2010

ليت "المتنبي" كان من لاعبي "برشلونة"!!

"ليت القدر صنع مني بائع سكاكر" عباس محمود العقاد. وقف طالب الصف الثامن في حصة الجغرافيا ليسأله المعلم: أين تقع ولاية عبري؟ فأجاب بكل ثقة: في الرستاق!! كنت حاضرا الحصة – كونها في غرفة مصادر التعلم – فحدثت نفسي: "ماذا لو كانت أسئلة المعلم تدور حول دوري كرة قدم؟ أو أحد اللاعبين؟ أو أحد حكام اللعبة؟ أكان سيجد الإجابات الشافية؟" حتما سيجد و من أغلب طلاب الفصل! و منذ بضعة أيام كنت أدرّس وحدة تتحدث عن كبار العلماء و المفكرين الذين غيّروا مجرى التاريخ بفكرهم أو اختراعاتهم؛ وفي إحدى الحصص استخدمت صورا لاختراعات و أسماء تجارية مشهورة كان من ضمنها شعار شركة "أبل" للكمبيوتر و ما إن رآه طلاب الصف السابع حتى صاحوا من أرجاء الفصل: iphone ! و كانت تلك المرة الأولى التي أعرف فيها أن "أبل" تنتج هذا النوع من الهواتف النقالة!! بعدها ببضعة أيام؛ كلفت بحصة "احتياط" في فصل لا أعرف طلابه، ففكرت أن أخرجهم من جو الصف إلى غرفة المصادر لأعرض عليهم فلما وثائقيا تاريخيا عن إحدى الحواضر الإسلامية القديمة. جلس الطلاب يشاهدون الفلم؛ فما أحسست من م

متفرقات من الحياة ...

1. "أقرأ لأتعلم" كتاب جديد أدخلته وزارة التربية إلى برامج الحلقة الأولى يهدف – على ما يبدو – إلى تنمية مهارة القراءة الحرة لدى أبنائنا النشء الحديث؛ و هو بذلك يعتبر بذرة صالحة إذا ما أُحسنت رعايتها. نحن بحاجة إلى أن نقرأ الكتاب و المجلة و النشرات و كتيبات الاستعمال للأجهزة و محتويات الطعام الذي نشتريه و كل ما له علاقة بحياتنا اليومية و ثقافتنا و صحتنا و تربية أبنائنا. 2. شاهدت سيارة فخمة حديثة الطراز متوقفة بجانب الطريق و قد علاها غبار كثيف، و يبدو أنه مرّ على وقوفها زمن طويل ... فسألت صاحب أحد المحلات عنها فقال أنها متوقفة بسبب عطل "الكمبيوتر" ... فقلت: سقا الله أيام الداتسون و الستوت ...!!! التي لم تكن تحتاج في أغلب الأيام إلا إلى الوقود و الزيت و البطارية!!! و قد استخدمت إحدى سيارات داتسون مدة 14 عاما لم تتوقف خلالها ولا مرة!! 3. دخلت مركز تسوق فشاهدت أحد "إخواننا" يقوم بكتابة بياناته على "كوبونات السحب" ... فذكرني المنظر بالمثل المصري القائل: "عشم إبليس في الجنة" !!!! وقلت: إن جوائز هذا السحب سوف تذهب إلى "

هذا الفكر الذي لا نريد

صليت الجمعة وراء أحد الخطباء فأفاض في ذكر أصناف العذاب و الأهوال حتى رأيت أحد المصلين وقد اغرورقت عيناه بالدموع … وكانت الخطبة أشبه بمجلس وعظ رتيب غير مشوق تتقاذف أجزاؤه في كل صوب. هذه هي الطرق التي تنفر من الدين؛ فإن الذين حضروا هذه الخطبة لم يخرجوا منها إلا بالتهويل و التقريع! وهذا الفكر قائم على تقديم هذه الصور الشديدة من الترهيب وكأن الإسلام دين ليس فيه إلا العذاب و العقاب؛ و الحق أنه دين الرحمة و الرأفة ... استمع إلى الخطاب العظيم الذي يوجهه الله تعالى إلى فرعون: "فقولا له قولا ليّنا" ... فرعون هذا الذي قال: "أنا ربكم الأعلى" ... لقد تمنيت حدوث أمرين؛ أولهما أن يقوم الخطيب بتلطيف الأجواء بذكر رحمات الله تعالى التي تغشى الناس وتتعاقب عليهم ليل نهار من حيث يشعرون و لا يشعرون، والأمر الثاني أن هذه الخطبة كانت في وقت الامتحانات النهائية و بينما أبناؤنا يستعدون لها؛ فما الضرر أن يقوم الخطيب بالدعاء لهم بالنجاح و التوفيق؟ إن الله تعالى لم يخلق الإنسان ليعيش في همّ و غمّ، و الإسلام يدعونا إلى إعمار الحياة والاستمتاع بطيباتها التي أحلها الله تعالى من غير إف

نتمنى أن تسمعوا بهم! و إلا ...!

يوصف الجيل الحالي بأنه "جيل إلكتروني" !! جيل يعيش في محيط متلاطم من المعرفة التي تجاوزت كل حدود، و اقتحمت كل بيت برضا أو سخط ممن لهم القوامة أو السيطرة ... وفي هذا الوضع؛ طفت على السطح ظاهرة "الانفتاح غير الرشيد"؛ و هي ظاهرة للأسف طالت نسبة كبيرة من الشباب الذين هم عماد الأمة ...فأصبحت نفوسهم خواء واتجهت أفكارهم إلى ما لا ينفع الأمة؛ يكفي أن تسأل شابا في الخامسة عشرة من عمره عن اهتماماته ليسرد لك ما لا أذن سمعت من أخبار الرياضة و أخبار اللاعب فلان و النادي الفلاني و الدوري الفلاني ... أو يخبرك بآخر أفلام "الأكشن" الهوليودية قبل أن تذاع على القنوات ... ومن أراد التأكد فليسأل؛ و ليس من رأى كمن سمع. هذا "الانفتاح غير الرشيد" سيجر وراءه أخطاء و أخطارا ستظهر على المدى البعيد؛ و سيكون جيل نتمنى – من حسرتنا عليه - أن يكون جيلا من أنصاف المتعلمين الذين يعرفون فرائض الوضوء من سننه و يفقهون الاستدراك في الصلاة!! و لأن النفس البشرية تتبع ملذاتها – إن لم تتحصن منها – فإن هذا الانفتاح سيكون أغلبه متجها إلى الجهة الخطأ لأن من سيتأثر به هم فئة الأطفال

الأمريكي الذي أنقذ العالم!

ما فتئت السينما الأمريكية تقدم الفرد الأمريكي على أنه الرجل الطيب المستقيم الذي جاء لإنقاذ العالم وتخليصه من "الأشرار" الذين يحاولون السيطرة على العالم من خلال إلحاق الضرر بالولايات المتحدة! ويتضح ذلك من تجسيد صورة "بطل" في الأعمال الدرامية التي تنتجها شركات الإنتاج السينمائي الأمريكية؛ وهو ذلك الرجل الذي يدخل في مواجهات مع "الأشرار" ثم يقضي عليهم جميعا دون أن يصاب بخدش في معظم الحالات! "جاك باور" أحد هؤلاء "الفتوة" الأمريكان الذين صنعتهم السينما الأمريكية ليكون رمزا لمواجهة الحضارة ضد الإرهاب والتخلف و الرجعية. في مسلسل تلفزيوني عرض في عدة مواسم اسمه "24 " تحكى قصص عن مجموعات من "الإرهابيين" الذين يحاولون النيل من الولايات المتحدة بعدة طرق؛ كالهجوم بالأسلحة النووية و الخطف والاغتيال وغيرها من طرق الإرهاب. وفي كل الحالات فإن "الإرهابيين" إما أن يكونوا عربا أو صينيين أو أفارقة؛ ففي الموسم قبل الأخير تم تقديم شخصية "حبيب مروان" المسلم الذي يحاول ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي ثم تأتي المأساة ال

ماذا يفعل هؤلاء؟!

شاهدت على القنوات الفضائية عشرات الآلاف من المسلمين – على اختلاف مذاهبهم – يتزاحمون للصلاة في الحرم المكي الشريف؛ فسألت نفسي: ما أثر كل هذا الحضور و هذا الزحام على حياة المجتمعات الإسلامية؟ و لماذا لا نرى أي تغيير إيجابي في مجتمعاتنا كنتيجة لهذا الحضور الغفير؟ ولماذا نملأ أرباض الحرم بأعدادنا ثم نعود كما كنا من ممارسة منتظمة للتخلف و الإصرار على عدم التغيير؟ لقد اتخذ بعضنا من الحج و العمرة عادةً يمارسها كلما وجد إلى ذلك سبيلا، وبعضهم وجد ضالة "مشاريعه التجارية" في نقل الحجاج و المعتمرين! ومها يكن من أمر فليست العبرة بهذه الكثرة؛ فإن نسبة كبيرة منهم ما أتت إلا لأغراض أخرى غير التشرف بزيارة الأماكن المقدسة، فقد شاهدت في رحلة الحج ما كان مستغربا عندي وأنا حديث العهد بتلك الأماكن؛ شاهدت من يُدخّن وهو في لباس الإحرام! وسمعت حديث الفُحش من شيخٍ فانٍ على جبل عرفات! ورأيت أحد "الحُجّاج" و هو يطرد شابا أتى ليشاركه الطعام الوفير! وقد كنت أسأل نفسي: هل هذه أخلاق الإسلام؟ لماذا يأتي هؤلاء إلى المشاعر المقدسة وهم يحملون سوء الطوايا؟ هل العبرة بالقدوم إلى هنا ليق

دعوا رمضان و شأنه!

ما إن يطل علينا الشهر الكريم حتى تتسابق جهات و مؤسسات شتى في استقباله بما نسمع ونقرأ ونشاهد من: "عروض رمضان" و "مسلسلات رمضان" و "دورات رمضان" و "ليالي رمضان" و "المسابقات الرمضانية" و القائمة تطول، و رمضان بريء من ذلك كله! الصيام رسالة سماوية سامية؛ تهدف إلى نقاء الروح قبل الجسد و تهدف إلى أن يبلغ المسلم من الطهارة الروحية ما قد لا يبلغه في أشهر السنة الأخرى. و الخطأ أن يتم تجريد هذه الرسالة من مضمونها الإلهي العظيم و أن يتم حصرها في ما نراه من أمور حتى أصبحت فئة كبيرة من المجتمع تمضي أوقات هذا الشهر الكريم في النوم و الكسل نهارا و في السهر و العبث ليلا... أين نحن من الهدي النبوي في رمضان؟ لا أظن أن أحدا منا لم يقرأ عن ذلك؟ أين نحن من السلف الصالح الذين كان يؤذن للفجر و هم ما زالوا قائمين في صلاة التراويح؟! حتى استعانوا بالعصي في قيامهم!! أما الذين يستغلون أيام رمضان في هذا التهريج اللامسئول فهم أبعد ما يكونون عن فهم نفحات هذا الشهر الفضيل، و هم بذلك إنما يخاطبون إما عقولا قاصرة أو بطونا تسعى إلى ملذات الطعام و الشراب أو أبدانا

عن العلمانية والعلمانيين

لا أزعم بأنني في هذا المقال سآتي بأكثر مما أتى به الشيخ محمد الغزالي في الخمسينيات في كتابه المشهور "من هنا نعلم"، أو مما جاء به الدكتور محمد مورو في كتابه "علمانيون وخونه"، أو العلامة محمود شاكر في سِفره "أباطيل وأسمار" ولكن هو مجرد ملاحظات حول الفكر العلماني. لاحظت من خلال دراستي للفكر العلماني المكانة الكبيرة التي يوليها أصحابه للعقل وتحميله أكبر من طاقته و إمكانياته؛ حتى وصلت بهم الجرأة إلى نقد نصوص شرعية ذات دلالة قطعية! و تفسير آيات من القرآن الكريم على غير ما تحتمل التفاسير. إن العقل البشري على تسليم أن إمكانياته يمكن أن تكون "خارقة" في بعض الأحيان؛ إلا أنه لا يستطيع أن يقف موقف الناقد أمام النص المنزّل و الذي ثبتت قطعية حكمه؛ كالآيات التي تتحدث عن الحجاب أو الربا أو غيرها.. وعليه فإن محاولة الالتفاف على النصوص القطعية مجرد عبث.. و إذا كانت هناك مراجعات بين النصوص و أقوال الرجال؛ فإن ذلك يكون مع النصوص ظنية الدلالة؛ حيث تختلف تفاسير العلماء لهذه النصوص حسب الفهم الخاص لكل منهم. و من هنا نشأ الاختلاف في التفسير و

وماذا بعد؟

"فهل على وجه الأرض أمة تجتر ماضيها السحيق لتلوك منه خلافات قاسية كهذه الأمة؟" محمد الغزالي يتوق كل قارئ إلى الجديد من الكتابة و الفكر، و قد يستولي عليه الملل حين يقرأ عشرات الكتب و المقالات التي تتحدث عن فكرة واحدة قد قُتلت بحثا و تدقيقا منذ مئات السنين ومع ذلك لم يتوصل أحد إلى رأي أخير فيها. ومما يزيد الأمر سوءا أن بعض هذه الأفكار قد كانت سببا في اختلاف كبير و جدل غير منته بين جمهور العلماء و الفقهاء ولم يستطع أي منهم أن يقنع الآخر برأيه، وظل كل منهم متمسكا بما يعتقده. و ما زال الأمر مستمرا فقد وجدت منذ بضع سنوات كتيبا صغيرا لمؤلف مغمور يتحدث فيه عن "أدلّة نفي رؤية الله عز وجل" فقلت: سبحان الله! هل ما زال في هذه القضية بقية نقاش؟! ألا يوجد من قضايا الأمة غير هذه القضية لتكتب عنها؟ و ما الجديد الذي ستأتي به في كتابك؟ أليست سوى آراء الأقدمين و قال فلان و قال فلان؟

في ذكرى فاطمة الزهراء

سرير ووسادة محشوة بالليف، وإناء وسقاء، ومنخل ومنشفة، وقدح و رحاءان وجـّرتان"(1) جهاز السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عند زواجها !!! (سيدة نساء العالمين)!!! أجل ... هذا كان جهاز عرس سيدة نساء العالمين ... تلك المرأة التي أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وآله و سلّم أنها من النساء القلائل اللواتي بلغن مرحلة الكمال. كمال في الدين؛ إذ لم يكـدّر عبادتها شيء: "ولدت الحسين بعد المغرب؛ فقامت واغتسلت و صلّت العشاء!!!"(2). وكمال في الخلق و الخلق؛ فهي من أشد الناس شبها بأبيها الكريم. وكمال في العشرة و المصاحبة. وكمال في التربية؛ فهي مربية الحسن و الحسين وموئلهما في الإيمان والأريحية... وإذا كان هذا هو جهاز سيدة عظيمة؛ فكيف يجب أن يكون جهاز بقية نساء الدنيا؟؟ وكيف يمكننا أن نتعلم من السيدة البتول؟ و ما واجبنا ونحن نحب أن نعلـّـم أولادنا سيرتها العطرة؟ هذا أمر أطرحه هنا للمناقشة؛ و أرجو من كل منا أن يدلي برأيه حول الأسئلة السابقة... ملاحق: المزيد من سيرة الزهراء:- زوجها: الإمام علي بن أبي طالب كــّرم الله وجهه. أولادها: الحسن و الحسين و محسن و رقية و أم كلثوم وزينب.  (1): مقتبس من كتاب

نوافح الحسن و سوافي الحرب

هاتان العينان ستكونان سبب سعادتك وسبب شقائك !)). هكذا فاهت ساحرة جيزان بهذه العبارة مخاطبة زرقاء اليمامة فعاشت الأخيرة سعيدة حديدة البصر حتى اكتشف الأعداء أمرها فاجتاحوا قومها عن طريق الخداع ووقعت في الأسر وأصدر كبير الغزاة أمره أن تفقأ عيناها !! وفي ظلمة العمى وظلمات الذل تذكرت قول الساحرة في أن عينيها ستكونان سبب سعادتها وسبب شقائها. وهكذا راحت زرقاء اليمامة ضحية عينيها من غير ذنب ولا جريرة! وفتنة الجمال إن استشرت في مجتمع ما لا تقل خطورة عن فتنة الحرب إن لم تكن أخطر وأمضى. وكان الأقدمون يمدحون في المرأة جمال أخلاقها وشمائلها وطيب منبتها وكرم عشيرتها وظهر ما يسمى بالغزل العذري الذي لا يتعرض لفحش الكلام ولا لسيء الألفاظ. بل كانت تلك الأسماء كليلى وسعاد ولبنى وغيرها في أغلبها أسماء رمزية لا وجود لصاحباتها إلا في خيال الشاعر. ذلك كان يوم كانت المرأة العربية مضرب المثل في العفة والشرف أما اليوم فماذا يجد الشاعر فيها حتى يمدحها؟ لقد كان تشوقه نظرة إلى وجهها وابتسامة ثغرها أما اليوم فأصبح الجمال سلعة ووسيلة فاستغل جمال المرأة المسكينة ـ المخدوعة من غيرها المخادعة لنفسها ـ حتى في التجارة فأ

نأخذ ما ينفعنا

لا أخفي على القارئ الكريم مدى الجهد الذي بذلته حتى أجمع شتات هذا الموضوع، فهي قضية قديمة، موقف العرب من الغرب وتبعات ذلك كله حسناته وسيئاته في زمان تعاني فيه الأمة العربية والإسلامية آمال التقدم وآلام الخوف والجراح ... وكان السؤال الصعب : هل نتبعهم أن نتركهم ، أم نأخذ الصالح منهم وننبذ ما دون ذلك؟ وقد انتحى كل إلى رأي وارتضاه من هذه الآراء الثلاثة. وقبل عدة عقود كنا ـ نحن العرب ـ ننهض من بين الأنقاض لننفض غبار التخلف والأمية والضعف الذي خلفه لنا الاستعمار الغربي في جميع مجالات الحياة. وكانت محاولات التنوير التي قادها أعلام مخلصون من هذه الأمة هي بور للنقلة الحضارية التي نحياها الآن، ولا ننسى جهود الأفغاني والشيخ محمد عبده والشيخ البهلاني العماني في محاولة بث روح العلم والعمل في جسد هذه الأمة بعد أن مزقه الاستعمار الغربي. ولا ننسى أيضاً آخر كلمات الأمير شكيب أرسلان وهو على فراش الموت حيث قال : (( أوصيكم بفلسطين )) بعد حياة حافلة بالعمل والنشاط لصالح هذه الأمة وقد ضاعت فلسطين بعد وفاته بعام واحد !! وغير هؤلاء الأعلام قادة حركة التنوير كان هناك آخرون في مجالات مختلفة. وإشارة إلى تأثير الح

سخافــــة !!!

لعلكم شاهدتم مقطع فيديو الجوال الذي تظهر فيه ما يبدو أنها سجادة جالسة تصلي ... و لعل بعض الناس صدّقوا هذا الهراء ..! يهرع الكثير من الناس إلى تصديق مثل هذه الأمور دون بحث ولا تثبّـــت؛ دليل على التسرع و الحكم على الأمور من اللحظة الأولى... لقد شاهدت هذا المقطع و إليكم الأدلة على أنه مفبرك و لا يمت إلى الحقيقة بصلة : أولا: يبدو جليّا أن هناك أكثر من سجادة قد لفّت مع بعضها ؛ والظاهر أنه تم إعداد إطار من سلك حديدي و قد وضعت فوقه ... ثانيا: لم تبد أية حركة تدل على أنها كانت تصلي فعلا ... ثالثا: في اللقطة الأخيرة من الفلم يقترب المصور من السجادة كثيرا و فجأة تنهار مما يدل على أنه دفعها بيده .. و الأهم من ذلك: لماذا لا نترك هذه المهاترات و ننتبه إلى ما هو أهمّ ... و نقوم بتوعية الناس عن هكذا أمور لا تسمن و لا تغني من جوع ؟

خواطر على خواطر

دخلت إلى إحدى المكتبات ووقعت عيناي على عنوان كبير في صحيفة محلية يتحدث عن "إجازة منظمة الصحة العالمية للقاح صيني جديد مضاد لإنفلونزا الخنازير" ... في نفس اللحظة كان صاحب المكتبة يشاهد "قناة عربية" تعرض امرأة طاعنة في السن تغني !!! عندها أدركت مدى اتساع الهوة بيننا - نحن العرب - وبين الغرب!!! و طول السنوات "الضوئية" التي تفصلنا عن اللحاق بهم !!!  أتحفنا الداعية الإسلامي أحمد الشقيري خلال رمضان الماضي ببرنامج "خواطر من اليابان" و الذي شاهده الكثير منا – العرب - على امتداد الوطن العربي "الكبير"... وقد أبدى كل من تحدث معه إعجابه الشديد بما يحدث في اليابان؛ ولكن السؤال الذي يدور: متى سنصبح مثلهم؟؟ هناك أمران مهمان و نحن نتحدث عن "المعجزة اليابانية": الأول أننا نعرف وضعنا تمام المعرفة ونعلم أنه لا يسرّ، و الثاني أننا لا نريد أن نفعل شيئا لتغييره إلى الأفضل!! فنحن كما كان يقال من النوع الذي "لا يدري ويدري أنه لا يدري!!" بعد "خواطر"، كم نسبة الأفراد الذين أحسوا بالغيرة على أوطانهم فقرروا تغيير أنفسهم إلى الأفضل؟؟

المغفل الطائر !!

في عام 1919 عرض رجل أعمال من مدينة نيويورك جائزة قدرها خمسة وعشرون ألف دولار لمن يقطع الأجواء من نيويورك إلى باريس دون توقف. وفي مايو من عام 1927م أبدى الكابتن لندبرج استعداده ليربح الجائزة. وأقلع بالفعل من نيويورك على متن طائرة صغيرة بمحرك واحد تسمى " روح سانت لويس " . ولم يأخذ معه خارطة ولا مظلة هبوط. ولم يكن معه سوى خمس شطائر ومقدار ليترين من الماء تقريباً وقارباً صغيراً. وقد وصفه الصحفيون الذين كانوا يغطون الحدث بالمغفل الطائر. وبعد مضي ثلاث وثلاثين ساعة ونصف الساعة هبط لندبرج في مدينة قرب باريس بسلام ، وبعد عودته إلى أمريكا بعد ذلك بأسبوع وجد في انتظاره نصف مليون رسالة و75000 برقية وقام الموظفون بإلقاء 1800 طن من الأوراق الملونة على طول الشارع. لقد أصبح لندبرج بطل أمريكا الأول في القرن العشرين، وتم تغيير أسماء مئات الشوارع على اسمه، ولم يستطع لندبرج أن يبعث بملابسه إلى المغاسل لأن عمالها سيحتفظون بمها كتذكار ولن يعيدوها إليه ولم يكن يستطيع أن يحرر شيكات مصرفية لأن الناس كانوا لا يصرفوها بل يحتفظون بها كتوقيع من توقيعات المشاريع هذا وقد لبست بلاده ثوب الحداد من أقصاها إلى

ثور معمم

إن من أشدّ ما أكره أن أرى رجلا قد تسنّم منصبا هو ليس أهلا له. فجلس على كرسي المنصب منتفخا يرى نفسه كبيرا؛ و ربما وقر في نفسه حقد و كراهية لأصحاب العلم و الشهادات لأنه لم يستطع الوصول إلى ما وصلوا إليه ... فقصرت خطاه إلى الصعود على أكتاف الآخرين أو أن هناك من دفعه إلى الأعلى باعتبارات معيّنة. مثل هذا يقع في حرج شديد عند أصغر موقف قد يمرّ به فتراه يحار جوابا و لا يدري ما يقول و لو كان عنده من العلم ما يعينه لأنقذ نفسه بكلمة أو عبارة ... من أجل ذلك جاء المثل العماني القديم – ثور معمّم – ليصف هذا الشخص الذي صوّر له عقله المريض أن المركز الذي وصل إليه بلا علم و لا عمل يجعله كبيرا في أنظار الناس ؛ و لكن في الحقيقة لا يراه كذلك إلا اثنان: جاهل أو منافق ... و مثل هؤلاء لا يؤتمنون على شيء و لا يصلحون حالا ... فكل همهم أن يراهم الناس في صورة مجمّـلة ... في ثياب زاهية تخفي عقلا قاصرا و فكرا متخلّـفا لا ينتج ؛ و يكره أن ينتج الآخرون ..! و ما أكثر الثيران المعمّمة

هل سمعت بهذا الرجل؟

 ربما لم تكن السنوات السبعون التي قضاها البروفيسور بيتر دركر في الكتابة في علم الإدارة كافية لنا – نحن العرب – لنتعرف على هذه الشخصية الفذة ... بل ربما لم تكن السنوات الست و التسعون التي عاشها دركر لتشفع له عندنا – نحن العرب – ليسمع به من يديرون المؤسسات و من وضعتهم ظروف معينة في أماكن أكبر منهم ربما لم يكونوا ليحلموا بها يوما ما !! بيتر دركر: أستاذ الإدارة في كلية كليرمونت للدراسات العليا بكاليفورنيا يعتبره كثير من المختصين في علم الإدارة "الأب الروحي" لعلم الإدارة في القرن العشرين ... بل و أكثر من ذلك يعدّه بعض الباحثين "الرجل الذي اخترع الإدارة" !! بيتر دركر قضى أكثر من سبعين عاما يؤلف و يبدع في علم الإدارة دون أن يكون لديه مكتب أو سكرتارية! بل أنجز معظم أعماله في منزله المتواضع في "كليرمونت" ذات الطبيعة الخلابة. أجل! رحل بيتر دركر عن ستة و تسعين عاما دون أن يسمع به كثير من "الإداريين" في عالمنا العربي، و دون أن يطّلع على أفكاره و إبداعاته في علم الإدارة أولئك الذين يجلسون على مقاعد وثيرة لا همّ لهم إلا إنجاز مصالحهم الشخصية دون اعتبار للمصلحة

كيف ينامون؟؟

أشارت دراسة قرأتها إلى أن عدد القنوات العربية "الإباحية" وصل إلى 112 قناة ناقضة للوضوء!! وهذا مؤشر خطير إلى اتجاه العرب في مجال الإعلام. وسألت نفسي: كيف يستطيع أصحاب هذه القنوات النوم و هم يبثون هذه السموم إلى ملايين المسلمين؟؟ إن من يتسبب في نشر رذيلة يكون عليه من الوزر كل ما يقترفه من يأتي بنفس الرذيلة؛ فما بالك بمن يقدم هذه المشاهد الساقطة وهو يعلم أن كل من يشاهدها أو ينشرها فإن إثمه يعود على من "تولى كبره" ؟؟!! أصبح الإعلام تجارة؛ كما أصبحت مجالات أخرى تجارة أيضا كالرياضة و الطب عند ضعاف النفوس.

أبناؤهم و أبناؤنا

رسالة الكترونية يتبادلها مستخدمو الإنترنت تظهر فيها صورتان لطفلين. الأول ذو ملامح أوروبية وقد بدت عليه مظاهر النعمة و الصحة؛ و الثانية لطفل من إحدى المجتمعات العربية وقد بدا بحال يرثى لها مع وجود قاذورات على وجهه! و تقول الرسالة: قارن بين أولادهم وأولادنا!! يحظى الطفل في المجتمعات الغربية باهتمام قلّ نظيره في العالم لإدراكهم أن هذا الطفل هو رجل الغد الذي يمكن أن يصبح مخترعا أو عالما كبيرا يضيف إلى رصيد بلده شخصية عالمية هامة. وهذا الاهتمام لا يكون من قبل المؤسسات الرسمية فقط؛ ولكن أيضا من قبل والديه اللذين لا يدخران جهدا ولا مالا في سبيل ذلك. فتراهما يراقبان نموه الجسماني و العقلاني و الاجتماعي و اللغوي ... الأمر الذي يجعلهما على دراية بأية أحوال غير طبيعية قد تطرأ عليه أو ربما تكون قد وُلدت معه كأنواع الإعاقات المختلفة مما يجعل التدخل السريع ممكنا لإنقاذ ذلك الطفل وإعادته إلى حياته الطبيعية. و على الرغم من أن المجتمعات الغربية مجتمعات حريات مدنية تكون أحيانا غير مقيدة؛ إلا أن دعارة الأطفال بكل أشكالها تعد جريمة عظمى يعاقب عليها القانون بشدة، و منذ فترة ألقي القبض في الولايات المتحدة ا