هل سمعت بهذا الرجل؟
ربما لم تكن السنوات السبعون التي قضاها البروفيسور بيتر دركر في الكتابة في علم الإدارة كافية لنا – نحن العرب – لنتعرف على هذه الشخصية الفذة ... بل ربما لم تكن السنوات الست و التسعون التي عاشها دركر لتشفع له عندنا – نحن العرب – ليسمع به من يديرون المؤسسات و من وضعتهم ظروف معينة في أماكن أكبر منهم ربما لم يكونوا ليحلموا بها يوما ما !! بيتر دركر: أستاذ الإدارة في كلية كليرمونت للدراسات العليا بكاليفورنيا يعتبره كثير من المختصين في علم الإدارة "الأب الروحي" لعلم الإدارة في القرن العشرين ... بل و أكثر من ذلك يعدّه بعض الباحثين "الرجل الذي اخترع الإدارة" !! بيتر دركر قضى أكثر من سبعين عاما يؤلف و يبدع في علم الإدارة دون أن يكون لديه مكتب أو سكرتارية! بل أنجز معظم أعماله في منزله المتواضع في "كليرمونت" ذات الطبيعة الخلابة. أجل! رحل بيتر دركر عن ستة و تسعين عاما دون أن يسمع به كثير من "الإداريين" في عالمنا العربي، و دون أن يطّلع على أفكاره و إبداعاته في علم الإدارة أولئك الذين يجلسون على مقاعد وثيرة لا همّ لهم إلا إنجاز مصالحهم الشخصية دون اعتبار للمصلحة العليا. و أولئك الذين لم يدركوا حتى الآن الأساليب المثلى في التعامل مع موظفيهم، و طرق تحقيق الأهداف و تنمية الإنجاز ... تشعر بالإحباط عندما تحضر اجتماعا لهيئة التدريس في مدرسة، أو للأطباء في مستشفى، أو للعاملين في مصنع، أو للموظفين في مؤسسة؛ ثم لا يكون النقاش سوى في أمور سطحيّة لا تسمن و لا تغني من جوع، و ينفضّ الاجتماع عن مقررات كانت قد كتبت منذ عدة سنوات تتناقلها الأجيال – جيلا بعد جيل – و يكون في آخرها توقيع مدير المؤسسة!! مجرد روتين و شكليات فارغة! متى يأتي اليوم الذي ننظر فيه إلى الإنتاج نظرة اهتمام و متابعة؟ متى سيكون تطوير الإنتاج و تنمية الكفاءات البشرية أول اهتماماتنا؟