هذا الفكر الذي لا نريد

صليت الجمعة وراء أحد الخطباء فأفاض في ذكر أصناف العذاب و الأهوال حتى رأيت أحد المصلين وقد اغرورقت عيناه بالدموع … وكانت الخطبة أشبه بمجلس وعظ رتيب غير مشوق تتقاذف أجزاؤه في كل صوب.

هذه هي الطرق التي تنفر من الدين؛ فإن الذين حضروا هذه الخطبة لم يخرجوا منها إلا بالتهويل و التقريع!


وهذا الفكر قائم على تقديم هذه الصور الشديدة من الترهيب وكأن الإسلام دين ليس فيه إلا العذاب و العقاب؛ و الحق أنه دين الرحمة و الرأفة ... استمع إلى الخطاب العظيم الذي يوجهه الله تعالى إلى فرعون: "فقولا له قولا ليّنا" ... فرعون هذا الذي قال: "أنا ربكم الأعلى" ... لقد تمنيت حدوث أمرين؛ أولهما أن يقوم الخطيب بتلطيف الأجواء بذكر رحمات الله تعالى التي تغشى الناس وتتعاقب عليهم ليل نهار من حيث يشعرون و لا يشعرون، والأمر الثاني أن هذه الخطبة كانت في وقت الامتحانات النهائية و بينما أبناؤنا


يستعدون لها؛ فما الضرر أن يقوم الخطيب بالدعاء لهم بالنجاح و التوفيق؟


إن الله تعالى لم يخلق الإنسان ليعيش في همّ و غمّ، و الإسلام يدعونا إلى إعمار الحياة والاستمتاع بطيباتها التي أحلها الله تعالى من غير إفراط و لا تفريط: "و كذلك جعلناكم أمة وسطا" ... و الوسطية تقتضي أن توزن معادلة الخوف و الرجاء؛ فلا تميل كفة أحدهما على الآخر.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوادث المرور (نظرة أخرى)

إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!

نقاط على الحروف ...