المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٠

هذا الفكر الذي لا نريد

صليت الجمعة وراء أحد الخطباء فأفاض في ذكر أصناف العذاب و الأهوال حتى رأيت أحد المصلين وقد اغرورقت عيناه بالدموع … وكانت الخطبة أشبه بمجلس وعظ رتيب غير مشوق تتقاذف أجزاؤه في كل صوب. هذه هي الطرق التي تنفر من الدين؛ فإن الذين حضروا هذه الخطبة لم يخرجوا منها إلا بالتهويل و التقريع! وهذا الفكر قائم على تقديم هذه الصور الشديدة من الترهيب وكأن الإسلام دين ليس فيه إلا العذاب و العقاب؛ و الحق أنه دين الرحمة و الرأفة ... استمع إلى الخطاب العظيم الذي يوجهه الله تعالى إلى فرعون: "فقولا له قولا ليّنا" ... فرعون هذا الذي قال: "أنا ربكم الأعلى" ... لقد تمنيت حدوث أمرين؛ أولهما أن يقوم الخطيب بتلطيف الأجواء بذكر رحمات الله تعالى التي تغشى الناس وتتعاقب عليهم ليل نهار من حيث يشعرون و لا يشعرون، والأمر الثاني أن هذه الخطبة كانت في وقت الامتحانات النهائية و بينما أبناؤنا يستعدون لها؛ فما الضرر أن يقوم الخطيب بالدعاء لهم بالنجاح و التوفيق؟ إن الله تعالى لم يخلق الإنسان ليعيش في همّ و غمّ، و الإسلام يدعونا إلى إعمار الحياة والاستمتاع بطيباتها التي أحلها الله تعالى من غير إف

نتمنى أن تسمعوا بهم! و إلا ...!

يوصف الجيل الحالي بأنه "جيل إلكتروني" !! جيل يعيش في محيط متلاطم من المعرفة التي تجاوزت كل حدود، و اقتحمت كل بيت برضا أو سخط ممن لهم القوامة أو السيطرة ... وفي هذا الوضع؛ طفت على السطح ظاهرة "الانفتاح غير الرشيد"؛ و هي ظاهرة للأسف طالت نسبة كبيرة من الشباب الذين هم عماد الأمة ...فأصبحت نفوسهم خواء واتجهت أفكارهم إلى ما لا ينفع الأمة؛ يكفي أن تسأل شابا في الخامسة عشرة من عمره عن اهتماماته ليسرد لك ما لا أذن سمعت من أخبار الرياضة و أخبار اللاعب فلان و النادي الفلاني و الدوري الفلاني ... أو يخبرك بآخر أفلام "الأكشن" الهوليودية قبل أن تذاع على القنوات ... ومن أراد التأكد فليسأل؛ و ليس من رأى كمن سمع. هذا "الانفتاح غير الرشيد" سيجر وراءه أخطاء و أخطارا ستظهر على المدى البعيد؛ و سيكون جيل نتمنى – من حسرتنا عليه - أن يكون جيلا من أنصاف المتعلمين الذين يعرفون فرائض الوضوء من سننه و يفقهون الاستدراك في الصلاة!! و لأن النفس البشرية تتبع ملذاتها – إن لم تتحصن منها – فإن هذا الانفتاح سيكون أغلبه متجها إلى الجهة الخطأ لأن من سيتأثر به هم فئة الأطفال