دعوا رمضان و شأنه!





ما إن يطل علينا الشهر الكريم حتى تتسابق جهات و مؤسسات شتى في استقباله بما نسمع ونقرأ ونشاهد من: "عروض رمضان" و "مسلسلات رمضان" و "دورات رمضان" و "ليالي رمضان" و "المسابقات الرمضانية" و القائمة تطول، و رمضان بريء من ذلك كله!


الصيام رسالة سماوية سامية؛ تهدف إلى نقاء الروح قبل الجسد و تهدف إلى أن يبلغ المسلم من الطهارة الروحية ما قد لا يبلغه في أشهر السنة الأخرى. و الخطأ أن يتم تجريد هذه الرسالة من مضمونها الإلهي العظيم و أن يتم حصرها في ما نراه من أمور حتى أصبحت فئة كبيرة من المجتمع تمضي أوقات هذا الشهر الكريم في النوم و الكسل نهارا و في السهر و العبث ليلا... أين نحن من الهدي النبوي في رمضان؟ لا أظن أن أحدا منا لم يقرأ عن ذلك؟ أين نحن من السلف الصالح الذين كان يؤذن للفجر و هم ما زالوا قائمين في صلاة التراويح؟! حتى استعانوا بالعصي في قيامهم!! أما الذين يستغلون أيام رمضان في هذا التهريج اللامسئول فهم أبعد ما يكونون عن فهم نفحات هذا الشهر الفضيل، و هم بذلك إنما يخاطبون إما عقولا قاصرة أو بطونا تسعى إلى ملذات الطعام و الشراب أو أبدانا ألِفَتْ اللهو و المتعة... وهم أيضا – مع ذلك كله – إنما يسعون إلى إتخام جيوبهم من أموال من يقعون في هذا الشَّرَك. وقد بدأنا نرى بوادر "جنون التسوق" الذي يطغى على بعض الناس في هذه الأيام ...


و كل الناس مجنونٌ و لكنْ * على قدْر الهوى اختلف الجنونُ!


إنّ هَمَّ المسلم في رمضان يجب أن يكون أمله أن يتقبل الله تعالى منه صيامه و قيامه ويعينه على فعل الطاعات و اجتناب المعاصي، و حسبه من ذلك فوزا مبينا. فنقول لهؤلاء و أمثالهم: دعوا رمضان و شأنه؛ فإن سلم منكم فقد سلم!










المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوادث المرور (نظرة أخرى)

إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!

نقاط على الحروف ...