المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٠

دعوا رمضان و شأنه!

ما إن يطل علينا الشهر الكريم حتى تتسابق جهات و مؤسسات شتى في استقباله بما نسمع ونقرأ ونشاهد من: "عروض رمضان" و "مسلسلات رمضان" و "دورات رمضان" و "ليالي رمضان" و "المسابقات الرمضانية" و القائمة تطول، و رمضان بريء من ذلك كله! الصيام رسالة سماوية سامية؛ تهدف إلى نقاء الروح قبل الجسد و تهدف إلى أن يبلغ المسلم من الطهارة الروحية ما قد لا يبلغه في أشهر السنة الأخرى. و الخطأ أن يتم تجريد هذه الرسالة من مضمونها الإلهي العظيم و أن يتم حصرها في ما نراه من أمور حتى أصبحت فئة كبيرة من المجتمع تمضي أوقات هذا الشهر الكريم في النوم و الكسل نهارا و في السهر و العبث ليلا... أين نحن من الهدي النبوي في رمضان؟ لا أظن أن أحدا منا لم يقرأ عن ذلك؟ أين نحن من السلف الصالح الذين كان يؤذن للفجر و هم ما زالوا قائمين في صلاة التراويح؟! حتى استعانوا بالعصي في قيامهم!! أما الذين يستغلون أيام رمضان في هذا التهريج اللامسئول فهم أبعد ما يكونون عن فهم نفحات هذا الشهر الفضيل، و هم بذلك إنما يخاطبون إما عقولا قاصرة أو بطونا تسعى إلى ملذات الطعام و الشراب أو أبدانا

عن العلمانية والعلمانيين

لا أزعم بأنني في هذا المقال سآتي بأكثر مما أتى به الشيخ محمد الغزالي في الخمسينيات في كتابه المشهور "من هنا نعلم"، أو مما جاء به الدكتور محمد مورو في كتابه "علمانيون وخونه"، أو العلامة محمود شاكر في سِفره "أباطيل وأسمار" ولكن هو مجرد ملاحظات حول الفكر العلماني. لاحظت من خلال دراستي للفكر العلماني المكانة الكبيرة التي يوليها أصحابه للعقل وتحميله أكبر من طاقته و إمكانياته؛ حتى وصلت بهم الجرأة إلى نقد نصوص شرعية ذات دلالة قطعية! و تفسير آيات من القرآن الكريم على غير ما تحتمل التفاسير. إن العقل البشري على تسليم أن إمكانياته يمكن أن تكون "خارقة" في بعض الأحيان؛ إلا أنه لا يستطيع أن يقف موقف الناقد أمام النص المنزّل و الذي ثبتت قطعية حكمه؛ كالآيات التي تتحدث عن الحجاب أو الربا أو غيرها.. وعليه فإن محاولة الالتفاف على النصوص القطعية مجرد عبث.. و إذا كانت هناك مراجعات بين النصوص و أقوال الرجال؛ فإن ذلك يكون مع النصوص ظنية الدلالة؛ حيث تختلف تفاسير العلماء لهذه النصوص حسب الفهم الخاص لكل منهم. و من هنا نشأ الاختلاف في التفسير و

وماذا بعد؟

"فهل على وجه الأرض أمة تجتر ماضيها السحيق لتلوك منه خلافات قاسية كهذه الأمة؟" محمد الغزالي يتوق كل قارئ إلى الجديد من الكتابة و الفكر، و قد يستولي عليه الملل حين يقرأ عشرات الكتب و المقالات التي تتحدث عن فكرة واحدة قد قُتلت بحثا و تدقيقا منذ مئات السنين ومع ذلك لم يتوصل أحد إلى رأي أخير فيها. ومما يزيد الأمر سوءا أن بعض هذه الأفكار قد كانت سببا في اختلاف كبير و جدل غير منته بين جمهور العلماء و الفقهاء ولم يستطع أي منهم أن يقنع الآخر برأيه، وظل كل منهم متمسكا بما يعتقده. و ما زال الأمر مستمرا فقد وجدت منذ بضع سنوات كتيبا صغيرا لمؤلف مغمور يتحدث فيه عن "أدلّة نفي رؤية الله عز وجل" فقلت: سبحان الله! هل ما زال في هذه القضية بقية نقاش؟! ألا يوجد من قضايا الأمة غير هذه القضية لتكتب عنها؟ و ما الجديد الذي ستأتي به في كتابك؟ أليست سوى آراء الأقدمين و قال فلان و قال فلان؟

في ذكرى فاطمة الزهراء

سرير ووسادة محشوة بالليف، وإناء وسقاء، ومنخل ومنشفة، وقدح و رحاءان وجـّرتان"(1) جهاز السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عند زواجها !!! (سيدة نساء العالمين)!!! أجل ... هذا كان جهاز عرس سيدة نساء العالمين ... تلك المرأة التي أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وآله و سلّم أنها من النساء القلائل اللواتي بلغن مرحلة الكمال. كمال في الدين؛ إذ لم يكـدّر عبادتها شيء: "ولدت الحسين بعد المغرب؛ فقامت واغتسلت و صلّت العشاء!!!"(2). وكمال في الخلق و الخلق؛ فهي من أشد الناس شبها بأبيها الكريم. وكمال في العشرة و المصاحبة. وكمال في التربية؛ فهي مربية الحسن و الحسين وموئلهما في الإيمان والأريحية... وإذا كان هذا هو جهاز سيدة عظيمة؛ فكيف يجب أن يكون جهاز بقية نساء الدنيا؟؟ وكيف يمكننا أن نتعلم من السيدة البتول؟ و ما واجبنا ونحن نحب أن نعلـّـم أولادنا سيرتها العطرة؟ هذا أمر أطرحه هنا للمناقشة؛ و أرجو من كل منا أن يدلي برأيه حول الأسئلة السابقة... ملاحق: المزيد من سيرة الزهراء:- زوجها: الإمام علي بن أبي طالب كــّرم الله وجهه. أولادها: الحسن و الحسين و محسن و رقية و أم كلثوم وزينب.  (1): مقتبس من كتاب

نوافح الحسن و سوافي الحرب

هاتان العينان ستكونان سبب سعادتك وسبب شقائك !)). هكذا فاهت ساحرة جيزان بهذه العبارة مخاطبة زرقاء اليمامة فعاشت الأخيرة سعيدة حديدة البصر حتى اكتشف الأعداء أمرها فاجتاحوا قومها عن طريق الخداع ووقعت في الأسر وأصدر كبير الغزاة أمره أن تفقأ عيناها !! وفي ظلمة العمى وظلمات الذل تذكرت قول الساحرة في أن عينيها ستكونان سبب سعادتها وسبب شقائها. وهكذا راحت زرقاء اليمامة ضحية عينيها من غير ذنب ولا جريرة! وفتنة الجمال إن استشرت في مجتمع ما لا تقل خطورة عن فتنة الحرب إن لم تكن أخطر وأمضى. وكان الأقدمون يمدحون في المرأة جمال أخلاقها وشمائلها وطيب منبتها وكرم عشيرتها وظهر ما يسمى بالغزل العذري الذي لا يتعرض لفحش الكلام ولا لسيء الألفاظ. بل كانت تلك الأسماء كليلى وسعاد ولبنى وغيرها في أغلبها أسماء رمزية لا وجود لصاحباتها إلا في خيال الشاعر. ذلك كان يوم كانت المرأة العربية مضرب المثل في العفة والشرف أما اليوم فماذا يجد الشاعر فيها حتى يمدحها؟ لقد كان تشوقه نظرة إلى وجهها وابتسامة ثغرها أما اليوم فأصبح الجمال سلعة ووسيلة فاستغل جمال المرأة المسكينة ـ المخدوعة من غيرها المخادعة لنفسها ـ حتى في التجارة فأ

نأخذ ما ينفعنا

لا أخفي على القارئ الكريم مدى الجهد الذي بذلته حتى أجمع شتات هذا الموضوع، فهي قضية قديمة، موقف العرب من الغرب وتبعات ذلك كله حسناته وسيئاته في زمان تعاني فيه الأمة العربية والإسلامية آمال التقدم وآلام الخوف والجراح ... وكان السؤال الصعب : هل نتبعهم أن نتركهم ، أم نأخذ الصالح منهم وننبذ ما دون ذلك؟ وقد انتحى كل إلى رأي وارتضاه من هذه الآراء الثلاثة. وقبل عدة عقود كنا ـ نحن العرب ـ ننهض من بين الأنقاض لننفض غبار التخلف والأمية والضعف الذي خلفه لنا الاستعمار الغربي في جميع مجالات الحياة. وكانت محاولات التنوير التي قادها أعلام مخلصون من هذه الأمة هي بور للنقلة الحضارية التي نحياها الآن، ولا ننسى جهود الأفغاني والشيخ محمد عبده والشيخ البهلاني العماني في محاولة بث روح العلم والعمل في جسد هذه الأمة بعد أن مزقه الاستعمار الغربي. ولا ننسى أيضاً آخر كلمات الأمير شكيب أرسلان وهو على فراش الموت حيث قال : (( أوصيكم بفلسطين )) بعد حياة حافلة بالعمل والنشاط لصالح هذه الأمة وقد ضاعت فلسطين بعد وفاته بعام واحد !! وغير هؤلاء الأعلام قادة حركة التنوير كان هناك آخرون في مجالات مختلفة. وإشارة إلى تأثير الح

سخافــــة !!!

لعلكم شاهدتم مقطع فيديو الجوال الذي تظهر فيه ما يبدو أنها سجادة جالسة تصلي ... و لعل بعض الناس صدّقوا هذا الهراء ..! يهرع الكثير من الناس إلى تصديق مثل هذه الأمور دون بحث ولا تثبّـــت؛ دليل على التسرع و الحكم على الأمور من اللحظة الأولى... لقد شاهدت هذا المقطع و إليكم الأدلة على أنه مفبرك و لا يمت إلى الحقيقة بصلة : أولا: يبدو جليّا أن هناك أكثر من سجادة قد لفّت مع بعضها ؛ والظاهر أنه تم إعداد إطار من سلك حديدي و قد وضعت فوقه ... ثانيا: لم تبد أية حركة تدل على أنها كانت تصلي فعلا ... ثالثا: في اللقطة الأخيرة من الفلم يقترب المصور من السجادة كثيرا و فجأة تنهار مما يدل على أنه دفعها بيده .. و الأهم من ذلك: لماذا لا نترك هذه المهاترات و ننتبه إلى ما هو أهمّ ... و نقوم بتوعية الناس عن هكذا أمور لا تسمن و لا تغني من جوع ؟