المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٠

خواطر على خواطر

دخلت إلى إحدى المكتبات ووقعت عيناي على عنوان كبير في صحيفة محلية يتحدث عن "إجازة منظمة الصحة العالمية للقاح صيني جديد مضاد لإنفلونزا الخنازير" ... في نفس اللحظة كان صاحب المكتبة يشاهد "قناة عربية" تعرض امرأة طاعنة في السن تغني !!! عندها أدركت مدى اتساع الهوة بيننا - نحن العرب - وبين الغرب!!! و طول السنوات "الضوئية" التي تفصلنا عن اللحاق بهم !!!  أتحفنا الداعية الإسلامي أحمد الشقيري خلال رمضان الماضي ببرنامج "خواطر من اليابان" و الذي شاهده الكثير منا – العرب - على امتداد الوطن العربي "الكبير"... وقد أبدى كل من تحدث معه إعجابه الشديد بما يحدث في اليابان؛ ولكن السؤال الذي يدور: متى سنصبح مثلهم؟؟ هناك أمران مهمان و نحن نتحدث عن "المعجزة اليابانية": الأول أننا نعرف وضعنا تمام المعرفة ونعلم أنه لا يسرّ، و الثاني أننا لا نريد أن نفعل شيئا لتغييره إلى الأفضل!! فنحن كما كان يقال من النوع الذي "لا يدري ويدري أنه لا يدري!!" بعد "خواطر"، كم نسبة الأفراد الذين أحسوا بالغيرة على أوطانهم فقرروا تغيير أنفسهم إلى الأفضل؟؟

المغفل الطائر !!

في عام 1919 عرض رجل أعمال من مدينة نيويورك جائزة قدرها خمسة وعشرون ألف دولار لمن يقطع الأجواء من نيويورك إلى باريس دون توقف. وفي مايو من عام 1927م أبدى الكابتن لندبرج استعداده ليربح الجائزة. وأقلع بالفعل من نيويورك على متن طائرة صغيرة بمحرك واحد تسمى " روح سانت لويس " . ولم يأخذ معه خارطة ولا مظلة هبوط. ولم يكن معه سوى خمس شطائر ومقدار ليترين من الماء تقريباً وقارباً صغيراً. وقد وصفه الصحفيون الذين كانوا يغطون الحدث بالمغفل الطائر. وبعد مضي ثلاث وثلاثين ساعة ونصف الساعة هبط لندبرج في مدينة قرب باريس بسلام ، وبعد عودته إلى أمريكا بعد ذلك بأسبوع وجد في انتظاره نصف مليون رسالة و75000 برقية وقام الموظفون بإلقاء 1800 طن من الأوراق الملونة على طول الشارع. لقد أصبح لندبرج بطل أمريكا الأول في القرن العشرين، وتم تغيير أسماء مئات الشوارع على اسمه، ولم يستطع لندبرج أن يبعث بملابسه إلى المغاسل لأن عمالها سيحتفظون بمها كتذكار ولن يعيدوها إليه ولم يكن يستطيع أن يحرر شيكات مصرفية لأن الناس كانوا لا يصرفوها بل يحتفظون بها كتوقيع من توقيعات المشاريع هذا وقد لبست بلاده ثوب الحداد من أقصاها إلى

ثور معمم

إن من أشدّ ما أكره أن أرى رجلا قد تسنّم منصبا هو ليس أهلا له. فجلس على كرسي المنصب منتفخا يرى نفسه كبيرا؛ و ربما وقر في نفسه حقد و كراهية لأصحاب العلم و الشهادات لأنه لم يستطع الوصول إلى ما وصلوا إليه ... فقصرت خطاه إلى الصعود على أكتاف الآخرين أو أن هناك من دفعه إلى الأعلى باعتبارات معيّنة. مثل هذا يقع في حرج شديد عند أصغر موقف قد يمرّ به فتراه يحار جوابا و لا يدري ما يقول و لو كان عنده من العلم ما يعينه لأنقذ نفسه بكلمة أو عبارة ... من أجل ذلك جاء المثل العماني القديم – ثور معمّم – ليصف هذا الشخص الذي صوّر له عقله المريض أن المركز الذي وصل إليه بلا علم و لا عمل يجعله كبيرا في أنظار الناس ؛ و لكن في الحقيقة لا يراه كذلك إلا اثنان: جاهل أو منافق ... و مثل هؤلاء لا يؤتمنون على شيء و لا يصلحون حالا ... فكل همهم أن يراهم الناس في صورة مجمّـلة ... في ثياب زاهية تخفي عقلا قاصرا و فكرا متخلّـفا لا ينتج ؛ و يكره أن ينتج الآخرون ..! و ما أكثر الثيران المعمّمة

هل سمعت بهذا الرجل؟

 ربما لم تكن السنوات السبعون التي قضاها البروفيسور بيتر دركر في الكتابة في علم الإدارة كافية لنا – نحن العرب – لنتعرف على هذه الشخصية الفذة ... بل ربما لم تكن السنوات الست و التسعون التي عاشها دركر لتشفع له عندنا – نحن العرب – ليسمع به من يديرون المؤسسات و من وضعتهم ظروف معينة في أماكن أكبر منهم ربما لم يكونوا ليحلموا بها يوما ما !! بيتر دركر: أستاذ الإدارة في كلية كليرمونت للدراسات العليا بكاليفورنيا يعتبره كثير من المختصين في علم الإدارة "الأب الروحي" لعلم الإدارة في القرن العشرين ... بل و أكثر من ذلك يعدّه بعض الباحثين "الرجل الذي اخترع الإدارة" !! بيتر دركر قضى أكثر من سبعين عاما يؤلف و يبدع في علم الإدارة دون أن يكون لديه مكتب أو سكرتارية! بل أنجز معظم أعماله في منزله المتواضع في "كليرمونت" ذات الطبيعة الخلابة. أجل! رحل بيتر دركر عن ستة و تسعين عاما دون أن يسمع به كثير من "الإداريين" في عالمنا العربي، و دون أن يطّلع على أفكاره و إبداعاته في علم الإدارة أولئك الذين يجلسون على مقاعد وثيرة لا همّ لهم إلا إنجاز مصالحهم الشخصية دون اعتبار للمصلحة

كيف ينامون؟؟

أشارت دراسة قرأتها إلى أن عدد القنوات العربية "الإباحية" وصل إلى 112 قناة ناقضة للوضوء!! وهذا مؤشر خطير إلى اتجاه العرب في مجال الإعلام. وسألت نفسي: كيف يستطيع أصحاب هذه القنوات النوم و هم يبثون هذه السموم إلى ملايين المسلمين؟؟ إن من يتسبب في نشر رذيلة يكون عليه من الوزر كل ما يقترفه من يأتي بنفس الرذيلة؛ فما بالك بمن يقدم هذه المشاهد الساقطة وهو يعلم أن كل من يشاهدها أو ينشرها فإن إثمه يعود على من "تولى كبره" ؟؟!! أصبح الإعلام تجارة؛ كما أصبحت مجالات أخرى تجارة أيضا كالرياضة و الطب عند ضعاف النفوس.

أبناؤهم و أبناؤنا

رسالة الكترونية يتبادلها مستخدمو الإنترنت تظهر فيها صورتان لطفلين. الأول ذو ملامح أوروبية وقد بدت عليه مظاهر النعمة و الصحة؛ و الثانية لطفل من إحدى المجتمعات العربية وقد بدا بحال يرثى لها مع وجود قاذورات على وجهه! و تقول الرسالة: قارن بين أولادهم وأولادنا!! يحظى الطفل في المجتمعات الغربية باهتمام قلّ نظيره في العالم لإدراكهم أن هذا الطفل هو رجل الغد الذي يمكن أن يصبح مخترعا أو عالما كبيرا يضيف إلى رصيد بلده شخصية عالمية هامة. وهذا الاهتمام لا يكون من قبل المؤسسات الرسمية فقط؛ ولكن أيضا من قبل والديه اللذين لا يدخران جهدا ولا مالا في سبيل ذلك. فتراهما يراقبان نموه الجسماني و العقلاني و الاجتماعي و اللغوي ... الأمر الذي يجعلهما على دراية بأية أحوال غير طبيعية قد تطرأ عليه أو ربما تكون قد وُلدت معه كأنواع الإعاقات المختلفة مما يجعل التدخل السريع ممكنا لإنقاذ ذلك الطفل وإعادته إلى حياته الطبيعية. و على الرغم من أن المجتمعات الغربية مجتمعات حريات مدنية تكون أحيانا غير مقيدة؛ إلا أن دعارة الأطفال بكل أشكالها تعد جريمة عظمى يعاقب عليها القانون بشدة، و منذ فترة ألقي القبض في الولايات المتحدة ا