المشاركات

عرض المشاركات من 2012

إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!

كثيرة هي الوعود التي قرأناها في أوراق المترشحين، والتي ركزت في مجملها على قطاع الخدمات ومدى توفرها، لتلعب على وتر حساس يعاني منه أغلب أفراد المجتمع. بعض هذه الوعود ذكرتني بصكوك الغفران (Indulgences)عند الكنيسة الرومانية الكاثوليكية! ما لفت انتباهي هو إشارة بعض المترشحين إلى أن الولاية تعاني من أحوال صعبة لا بد من التكاتف معا في سبيل التخلص منها و النهوض بالأمر على أحسن وجه. أقول إذا كان القصد "بالنهوض" هو الجانب الخدماتي فإن هذا الجانب لا يعدو كونه خدمة للبدن متمثلا في طريق جديد أو مرافق عامة راقية أو سوق للخضار وغيرها من الأمور التي كانت موجودة على عهد قدامى الرومان! الأمر أكبر من ذلك بكثير؛ إنه "صناعة الإنسان" !! أجل، صناعته من الجوانب الروحية قبل الجوانب الجسمانية و تهيئته لأن يكون فردا إيجابيا نافعا للوطن وللمواطن ساعيا إلى كل خير وصلاح، ينظر إلى معالي الأمور و يترك سفاسفها. الذي أعتقده أن على أعضاء المجلسين؛ الشورى والبلدي التركيز على نواحي صناعة الإنسان بشكل أساسي والعمل على تنميتها بشتى الطرق لأنها هي حجر الأساس لكل تقدم في أي مجتمع

إضــــاءة ...

صورة
ليس "العبد" بذلك الذي تثقله القيود وتقيد حركته؛ فهذه عبودية جسد ليس إلا!  السلاسل تقيد الجسد ولا تجرؤ على تقييد الروح! إنما العبد الذي يكون أسير هواجس النفس و الشيطان ومن يقيد نفسه بقيود الخوف و التردد ...

رثاء مكتبة

مر أكثر من عقدين من الزمان على رحلتنا مع تلك المكتبة التي "كانت" تضم أمهات كتب الفقه و التراث والآداب وغيرها من فنون العلم.مكتبة كان صاحبها يقطع المسافات الطوال بحثا عن كل جديد وفريد في عالم الكتب و المراجع. مكتبة جمعتنا فيها لقاءات ونقاشات مع فئة مثقفة قد انفرط عقدها! ولعل أهم من كان يحضر تلك الجلسات فضيلة الشيخ الراحل خلفان بن محمد الحارثي – طيب الله ثراه – إذ كان زينة المجلس وخير متحدث فيه. وعلى الرغم من صغر المساحة التي كانت تشغلها؛ إلا أن التنوع في المحتويات كان يظهرها بصورة تشد الزائر وتوحي إليه بأنه سيجد كل ما يبحث عنه. ضمت مكتبتنا مراجع قد لا تجدها في غيرها؛ كتب التاريخ و التربية و الفقه و الموسوعات، و كذلك حملت ملامح من فكر صاحبها الذي آمن بدور الكتاب، و كنت أشعر بالسرور كلما رأيت سفرا جديدا يصل إليها. و دار الزمان دورته، و يبدو أن هواتف اللمس وبرامجها من "واتس أب" وغيره متضافرة مع برامج التواصل الاجتماعي كالفيس بوك و تويتر قد غزت الكتاب؛ فلم تستطع مكتبتنا الصمود وكانت الهزيمة! هزيمة ظاهرية كاذبة!! أجدبت الأرفف وتوقف تدفق الكتب بعد أن اتجه ا

يحدثونك عن التقاعد ..!

يفتح التقاعد عند الفرد الأمريكي أو الأوروبي آفاقا جديدة ومجالات واسعة للإبداع في مرحلة ما بعد الخدمة؛ فهو لا يشعر بالملل لعدة أسباب منها توفر المؤسسات الاجتماعية و العلمية ووسائل الترفيه وبالتالي القدرة على التكيف في هذه المرحلة التي يتلاشى فيها الفرد العربي و يذهب إلى الجانب المظلم من المجتمع! هناك – في الغرب – يقول المثل: "الحياة تبدأ بعد الخمسين" ويستطيع المتقاعد أن يبدأ حياة جديدة بأنشطة ربما كان يتوق لممارستها ولم يسعفه الوقت أثناء زحام الوظيفة، فمنهم من ينشىء ويدير مؤسسات اجتماعية ذات نفع عام، و منهم من يجول سياحة في أرض الله الواسعة يتعرف على الشعوب و الحواضر، و منهم من يبدأ في ممارسة رياضة يحبها، ومنهم من يؤلف كتبا يحكي فيها تجاربه السابقة ... و هكذا. أما عندنا – وقانا الله الحسد – فإن المتقاعد سيحمد ربه أن تخلص من الوظيفة الرتيبة و من التوقيع على "التعاميم"العقيمة و من الاختلاف والشجار الموسمي مع مسئوله في العمل المتخلف عنه بربع قرن!! وسيمضي وقته يفكر في أقساط البنك و السيارة و مصاريف الأبناء و صيانة المنزل... و أسعار البصل المستورد من شبه القارة الهندي

حوادث المرور (نظرة أخرى)

(أرجو أن يكون في هذا المقال شيء مختلف عما سطره الآخرون) أصبح بعض شبابنا محترفي حوادث بحق!!! لا نكاد نستفيق من صدمة حادث حتى نفاجأ بأخرى أشد منها. ضحية ذهبت بسبب استهتار شباب جعلوا من الطريق حلبة سباق ... وضحية أخرى تسببت بحادث أودى بحياتها و ربما لم يسلم منه أبرياء نتيجة الاستهتار أيضا. حوادث تقع في أماكن لا تتصورها، و لكن الشباب "الحوادثجية" جعلوا من ذلك أمرا ممكنا؛ فما هي إلا "دعسة" بنزين و تطير السيارة مسابقة أو متحدية سيارة أخرى ليثبت صاحبها للآخر أنه أسرع منه!! ما نراه الآن ليس مجرد حوادث سير بل هو "نموذج مصغر" لما ستكون عليه صورة المجتمع مستقبلا إن لم يكن هناك تدخل سريع وعاجل على جميع المستويات الرسمية والأهلية . وهذا التدخل يجب أن لا يقتصر على الشعارات التي لا تثمر سوى أخبارا ركيكة مملة على أوراق الصحف لا يقراها معظم الشباب الذين هم الفئة التي ينبغي أن تكون المستهدفة، و إنما بتنفيذ إجراءات تؤدي فعلا إلى الحد من هذا النزيف. إن من يقرأ هذه الحوادث قراءة علمية يجد أنها ناتجة عن فكر بدأ يتبلور عند الفئة الأهم في مجتمعنا الذين هم الشباب؛ إ