ثور معمم

إن من أشدّ ما أكره أن أرى رجلا قد تسنّم منصبا هو ليس أهلا له. فجلس على كرسي المنصب منتفخا يرى نفسه كبيرا؛ و ربما وقر في نفسه حقد و كراهية لأصحاب العلم و الشهادات لأنه لم يستطع الوصول إلى ما وصلوا إليه ... فقصرت خطاه إلى الصعود على أكتاف الآخرين أو أن هناك من دفعه إلى الأعلى باعتبارات معيّنة. مثل هذا يقع في حرج شديد عند أصغر موقف قد يمرّ به فتراه يحار جوابا و لا يدري ما يقول و لو كان عنده من العلم ما يعينه لأنقذ نفسه بكلمة أو عبارة ... من أجل ذلك جاء المثل العماني القديم – ثور معمّم – ليصف هذا الشخص الذي صوّر له عقله المريض أن المركز الذي وصل إليه بلا علم و لا عمل يجعله كبيرا في أنظار الناس ؛ و لكن في الحقيقة لا يراه كذلك إلا اثنان: جاهل أو منافق ... و مثل هؤلاء لا يؤتمنون على شيء و لا يصلحون حالا ... فكل همهم أن يراهم الناس في صورة مجمّـلة ... في ثياب زاهية تخفي عقلا قاصرا و فكرا متخلّـفا لا ينتج ؛ و يكره أن ينتج الآخرون ..! و ما أكثر الثيران المعمّمة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوادث المرور (نظرة أخرى)

إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!

نقاط على الحروف ...