يحدثونك عن التقاعد ..!

يفتح التقاعد عند الفرد الأمريكي أو الأوروبي آفاقا جديدة ومجالات واسعة للإبداع في مرحلة ما بعد الخدمة؛ فهو لا يشعر بالملل لعدة أسباب منها توفر المؤسسات الاجتماعية و العلمية ووسائل الترفيه وبالتالي القدرة على التكيف في هذه المرحلة التي يتلاشى فيها الفرد العربي و يذهب إلى الجانب المظلم من المجتمع!
هناك – في الغرب – يقول المثل: "الحياة تبدأ بعد الخمسين" ويستطيع المتقاعد أن يبدأ حياة جديدة بأنشطة ربما كان يتوق لممارستها ولم يسعفه الوقت أثناء زحام الوظيفة، فمنهم من ينشىء ويدير مؤسسات اجتماعية ذات نفع عام، و منهم من يجول سياحة في أرض الله الواسعة يتعرف على الشعوب و الحواضر، و منهم من يبدأ في ممارسة رياضة يحبها، ومنهم من يؤلف كتبا يحكي فيها تجاربه السابقة ... و هكذا.


أما عندنا – وقانا الله الحسد – فإن المتقاعد سيحمد ربه أن تخلص من الوظيفة الرتيبة و من التوقيع على "التعاميم"العقيمة و من الاختلاف والشجار الموسمي مع مسئوله في العمل المتخلف عنه بربع قرن!! وسيمضي وقته يفكر في أقساط البنك و السيارة و مصاريف الأبناء و صيانة المنزل... و أسعار البصل المستورد من شبه القارة الهندية ....!


ثمة من وجه إلي هذاالسؤال: ما الذي ستفعله بعد التقاعد؟ و هو سؤال صعب، و لكني أظن أنني سأعكف على كتبي التي جمعتها في أكثر من ربع قرن فهي خير رفيق و "خير جليس في الزمان" كما قال المتنبي ... و للناس فيما يعشقون مذاهب! و "كل شيخ وطريقته"! و لو أني أتهم هذه الكتب بأنها سبب ما أعانيه من حساسية بدأت معي منذ بضعة سنوات جعلتني أطلب العلاج داخل الوطن و خارجه ... وأنفق عليه أموالا أثقلت كاهلي ... و لكن في نفس الوقت أؤمن أن الكتاب هو خير عزاء للمعلم بعد التقاعد ... لعل ثمارا يانعة تظهر في نفسه و في أبنائه بعد أن "بارت"كثير من العقول التي كان يزرعها!






المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماذا يفعل هؤلاء؟!

هل سمعت بهذا الرجل؟

تهنئة