يفتح التقاعد عند الفرد الأمريكي أو الأوروبي آفاقا جديدة ومجالات واسعة للإبداع في مرحلة ما بعد الخدمة؛ فهو لا يشعر بالملل لعدة أسباب منها توفر المؤسسات الاجتماعية و العلمية ووسائل الترفيه وبالتالي القدرة على التكيف في هذه المرحلة التي يتلاشى فيها الفرد العربي و يذهب إلى الجانب المظلم من المجتمع! هناك – في الغرب – يقول المثل: "الحياة تبدأ بعد الخمسين" ويستطيع المتقاعد أن يبدأ حياة جديدة بأنشطة ربما كان يتوق لممارستها ولم يسعفه الوقت أثناء زحام الوظيفة، فمنهم من ينشىء ويدير مؤسسات اجتماعية ذات نفع عام، و منهم من يجول سياحة في أرض الله الواسعة يتعرف على الشعوب و الحواضر، و منهم من يبدأ في ممارسة رياضة يحبها، ومنهم من يؤلف كتبا يحكي فيها تجاربه السابقة ... و هكذا. أما عندنا – وقانا الله الحسد – فإن المتقاعد سيحمد ربه أن تخلص من الوظيفة الرتيبة و من التوقيع على "التعاميم"العقيمة و من الاختلاف والشجار الموسمي مع مسئوله في العمل المتخلف عنه بربع قرن!! وسيمضي وقته يفكر في أقساط البنك و السيارة و مصاريف الأبناء و صيانة المنزل... و أسعار البصل المستورد من شبه القارة الهندي...