شاهدت على القنوات الفضائية عشرات الآلاف من المسلمين – على اختلاف مذاهبهم – يتزاحمون للصلاة في الحرم المكي الشريف؛ فسألت نفسي: ما أثر كل هذا الحضور و هذا الزحام على حياة المجتمعات الإسلامية؟ و لماذا لا نرى أي تغيير إيجابي في مجتمعاتنا كنتيجة لهذا الحضور الغفير؟ ولماذا نملأ أرباض الحرم بأعدادنا ثم نعود كما كنا من ممارسة منتظمة للتخلف و الإصرار على عدم التغيير؟ لقد اتخذ بعضنا من الحج و العمرة عادةً يمارسها كلما وجد إلى ذلك سبيلا، وبعضهم وجد ضالة "مشاريعه التجارية" في نقل الحجاج و المعتمرين! ومها يكن من أمر فليست العبرة بهذه الكثرة؛ فإن نسبة كبيرة منهم ما أتت إلا لأغراض أخرى غير التشرف بزيارة الأماكن المقدسة، فقد شاهدت في رحلة الحج ما كان مستغربا عندي وأنا حديث العهد بتلك الأماكن؛ شاهدت من يُدخّن وهو في لباس الإحرام! وسمعت حديث الفُحش من شيخٍ فانٍ على جبل عرفات! ورأيت أحد "الحُجّاج" و هو يطرد شابا أتى ليشاركه الطعام الوفير! وقد كنت أسأل نفسي: هل هذه أخلاق الإسلام؟ لماذا يأتي هؤلاء إلى المشاعر المقدسة وهم يحملون سوء الطوايا؟ هل العبرة بالقدوم إلى هنا ليق