حوادث المرور (نظرة أخرى)

(أرجو أن يكون في هذا المقال شيء مختلف عما سطره الآخرون)



أصبح بعض شبابنا محترفي حوادث بحق!!! لا نكاد نستفيق من صدمة حادث حتى نفاجأ بأخرى أشد منها. ضحية ذهبت بسبب استهتار شباب جعلوا من الطريق حلبة سباق ... وضحية أخرى تسببت بحادث أودى بحياتها و ربما لم يسلم منه أبرياء نتيجة الاستهتار أيضا.


حوادث تقع في أماكن لا تتصورها، و لكن الشباب "الحوادثجية" جعلوا من ذلك أمرا ممكنا؛ فما هي إلا "دعسة" بنزين و تطير السيارة مسابقة أو متحدية سيارة أخرى ليثبت صاحبها للآخر أنه أسرع منه!!


ما نراه الآن ليس مجرد حوادث سير بل هو "نموذج مصغر" لما ستكون عليه صورة المجتمع مستقبلا إن لم يكن هناك تدخل سريع وعاجل على جميع المستويات الرسمية والأهلية. وهذا التدخل يجب أن لا يقتصر على الشعارات التي لا تثمر سوى أخبارا ركيكة مملة على أوراق الصحف لا يقراها معظم الشباب الذين هم الفئة التي ينبغي أن تكون المستهدفة، و إنما بتنفيذ إجراءات تؤدي فعلا إلى الحد من هذا النزيف.


إن من يقرأ هذه الحوادث قراءة علمية يجد أنها ناتجة عن فكر بدأ يتبلور عند الفئة الأهم في مجتمعنا الذين هم الشباب؛ إذ أن النسبة الأكبر من هذه الحوادث تقع بسببهم، ما يجعل لزاما علينا أن ندرس و نحلل هذه الظاهرة بالطرق العلمية التي ستدلنا – بحول الله تعالى – على الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الأمر والابتعاد قدر الإمكان عن الارتجالية والشعارات الفارغة.


و أول الأمر الذي يجب أن يكون هو الاقتراب من هذه الفئة و تلمس احتياجاتها و اتخاذ الوسائل التي يمكن أن توصل إليها ... ، فنحن نعلم بما يكون في هذه السن من أفكار و اتجاهات. و لا أظن أن أي برنامج أو حملة سيكتب له النجاح إذا كان أصحاب هذه البرامج في واد والفئة المستهدفة في واد آخر!


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!

نقاط على الحروف ...