إنارة العقول قبل إنارة الشوارع!
كثيرة هي الوعود التي قرأناها في أوراق المترشحين، والتي ركزت في مجملها على قطاع الخدمات ومدى توفرها، لتلعب على وتر حساس يعاني منه أغلب أفراد المجتمع. بعض هذه الوعود ذكرتني بصكوك الغفران (Indulgences)عند الكنيسة الرومانية الكاثوليكية! ما لفت انتباهي هو إشارة بعض المترشحين إلى أن الولاية تعاني من أحوال صعبة لا بد من التكاتف معا في سبيل التخلص منها و النهوض بالأمر على أحسن وجه. أقول إذا كان القصد "بالنهوض" هو الجانب الخدماتي فإن هذا الجانب لا يعدو كونه خدمة للبدن متمثلا في طريق جديد أو مرافق عامة راقية أو سوق للخضار وغيرها من الأمور التي كانت موجودة على عهد قدامى الرومان! الأمر أكبر من ذلك بكثير؛ إنه "صناعة الإنسان" !! أجل، صناعته من الجوانب الروحية قبل الجوانب الجسمانية و تهيئته لأن يكون فردا إيجابيا نافعا للوطن وللمواطن ساعيا إلى كل خير وصلاح، ينظر إلى معالي الأمور و يترك سفاسفها. الذي أعتقده أن على أعضاء المجلسين؛ الشورى والبلدي التركيز على نواحي صناعة الإنسان بشكل أساسي والعمل على تنميتها بشتى الطرق لأنها هي حجر الأساس لكل تقدم في أي مجتمع