و كأني قد ارتكبت جريمة !!!
داهمتني "نزلة برد" شديدة، فرحت أطلب العلاج في عيادة "خاصة". كان الوقت مبكرا و كنت أول الواصلين. استقبلني عامل النظافة الذي أشار إلى الممرضة المناوبة. سمعت قديما أن الأطباء و الممرضين هم "ملائك الرحمة" ... الكل في هذه العيادة يتفاهم "بالإشارة" !!! و لأن عندي فكرة لا بأس بها في لغة الإشارة و إشارات "مورس" .... فقد فهمت تلك الإشارات!!!
و جاءت الطبيبة "ملاك الرحمة" بوجه مكفهر "كجلمود صخر حطه السيل من علِ"!! و أيضا تفاهمت معها بلغة الإشارة!!! و بعد الفحص الظاهري، فاهت الطبيبة "ملاك الرحمة" بالجملة المعهودة: "يريد إبرة؟؟" فقلت: لا!! و هنا تغير وجه الطبيبة "ملاك الرحمة" و ازداد اكفهرارا خصوصا أني رفضت عمل تحليل للدم!! ونادت الممرضة (و لأن العبد الفقير يجيد اللغة الإنجليزية؛ فقد خاطَبَتْ الممرضة بلغة لا أفهمها ورأيتها تنظر إليّ نظرة غريبة!!!!)
و جاء القرار: "بما أنك رفضت الحقنة و تحليل الدم؛ فلا بد أن تأخذ حبة دواء الآن ثم تنتظر فترة من الزمن حتى تفتح الصيدلية التابعة للعيادة أبوابها "لتشتري" الخمسة أدوية التي كتبتها لك !!!!"
تمام!!! ذهبت الممرضة لجلب "الحبة" ناولتني إياها بيده العارية!! و الحبة بدون غلاف!! وكوب بلاستيكي شرب منه المئات قبلي!!! نظرت إلى الحبة الغير مغلفة و إلى الكوب المهتريء من كثرة الاستخدام و غافلت الممرضة ووضعت الحبة في جيبي ...!!!
و خرجت!! و أول شيء فعلته أني وضعت تلك الحبة تحت إطار السيارة و حرصت على أن يمر فوقها الإطاران متتاليين !! (اعذروني على هذا التعبير!!! و لكني شعرت أن هذه العيادة "مؤسسة داخل مؤسسة" !!).
هل هذا "طب" أم "تجارة" ؟؟ و لماذا يثور الأطباء عندما يرفض المريض أخذ الحقنة؟؟ و هل هناك علاج اسمه "الحقنة السريعة"؟ بحيث أنك تأخذها بمجرد دخولك عيادة خاصة؟؟
إلى متى سيظل "بعضهم" ينظر إلينا على أننا مجتمع "على نياته!!" يصدّق كل شيء و يقبل أي شيء؟!