لم نبدأ حتى الآن ... و تلك هي القضية !!
" ... و على من لم يبلغه النبأ أن يتفرس في عيون الناس في الشارع العربي. يقرأ أي صحيفة صباحية. يدير مؤشر المذياع مرورا بعواصم المشرق و المغرب. يتطلع إلى المرآة. يختلس نظرة إلى أعماقه. عندئذ، سيجدها كلمة منقوشة في كل العيون، مكتوبة بكل الأحرف، منطوقة بكل لهجات أمة العرب: الهزيمة ! مهزومون نحن و مشهور إفلاسنا في كل الأسواق وعلى كل الجبهات، رغم ما نزعمه من انتصارات هنا و هناك، و رغم ما نكدسه من أرصدة هنا و هناك، و رغم ما نملكه من ثروة مدفونة أو مكتشفة". فهمي هويدي: القرآن و السلطان. بنظرة سريعة إلى أحوال الأمة سنجد أن هذه الأحوال لم تتغير كثيرا منذ أكثر من مائة عام!! و عندما نقرأ ما كان يخطه جمال الدين الأفغاني أو ما خطه الذين أتوا من بعده سيتضح لنا أنها نفس "المعاناة"! هاهي الأمة التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار البغيض، و كانت تتجاذبها الأهواء و الأيديولوجيات الدخيلة التي ظن أصحابها – بقصد أو بجهل منهم – أنها المخلّص الذي طال انتظاره لينتشل الأمة من مستنقعات التخلف إلى عصر التقدم و التقنية ...هاهي الأمة ما زالت تتقدم إلى الوراء!! أمة عظيمة كانت سببا لهدا