متى "نفهم" السيارة ؟!
قد يبدو العنوان غريبا ولكنه يعبر عن "المأساة" التي حلت بمجتمعنا في السنوات الأخيرة؛ فبعد أن كنا لا نسمع عن حوادث الطرق إلا لماما أصبحت أخبار هذه الحوادث تقع علينا وقع الفواجع لما فيها من وفيات وإصابات مهولة. ما الذي حدث؟ ولماذا أصبحت حوادث الطرق عندنا من أعلى النسب؟ كان استخدام السيارات في فترة السبعينيات و الثمانينيات مثلا مقتصرا على رجال خبروا الحياة وقدّروا واحترموا كل ما حولهم فتراهم يقودون سياراتهم بتؤدة و انتباه و بسرعات معقولة حتى في المسافات الطويلة (كان هناك من يقطع الطريق لمئات الكيلومترات أسبوعيا) ولذا فإن الأخذ بالأسباب بعد التوكل على الله عز و جل هو ما كتب لهم السلامة من حوادث الطرق. أظن أن صناع السيارات الرواد كأمثال (كارل بنز) و (هنري فورد) و (لويس شفروليه) إنما قصدوا من اختراع و تطوير هذه الآلة العجيبة أن يقدّموا للعالم وسيلة تسهم في التقدم الحضاري؛ إذ كانت تلك الفترة امتدادا للثورة الصناعية ولم يكن في حسبانهم أن تصبح هذه المركبة أداة قتل في أيدي المستهترين! أعتقد بوجوب إعادة النظر في تعاملنا مع السيارة و ألا تقتصر النظرة إليها من قبل بعض